المشاركات

التسويق المضلل للسجائر الإلكترونية: ما لا يخبرونك به

التسويق المضلل للسجائر الإلكترونية: ما لا يخبرونك به

في السنوات الأخيرة، أصبحت السجائر الإلكترونية واحدة من أكثر المنتجات المثيرة للجدل في عالم الصحة العامة. بينما يُروَّج لها كبديل آمن عن التدخين التقليدي، فإن العديد من الدراسات والأبحاث كشفت عن مخاطرها الصحية وتأثيراتها السلبية، خاصة على فئة الشباب والمراهقين. لكن، كيف تمكنت شركات السجائر الإلكترونية من إقناع ملايين الأشخاص حول العالم بأن منتجاتها أقل ضررًا؟ الجواب يكمن في استراتيجيات التسويق المضللة التي تعتمدها هذه الشركات.


1-  الترويج بأنها أقل ضررًا من السجائر التقليدية.

تعتمد شركات السجائر الإلكترونية بشكل أساسي على فكرة أنها "أقل ضررًا" من التدخين العادي. تستند هذه الادعاءات إلى دراسات غير مكتملة أو ممولة من جهات لها مصلحة في ترويج هذا المنتج. صحيح أن السجائر الإلكترونية قد تكون أقل ضررًا من السجائر التقليدية من حيث احتراق التبغ وإنتاج القطران، لكنها لا تزال تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل النيكوتين والمعادن الثقيلة التي تسبب مشاكل صحية خطيرة.

2-  استهداف الشباب والمراهقين عبر النكهات الجذابة.

من بين أكثر الحيل التسويقية التي تعتمدها شركات السجائر الإلكترونية، تقديم منتجاتها بنكهات فواكه وحلويات مثل الفراولة، والتفاح، والفانيليا. هذه النكهات تجعل التدخين الإلكتروني يبدو أكثر جاذبية، خاصة للمراهقين، مما يسهل استدراجهم إلى الإدمان دون أن يدركوا خطورة ذلك. وقد أظهرت دراسات عديدة أن استخدام النكهات هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب لتجربة السجائر الإلكترونية.

3-  استخدام المؤثرين والمشاهير في الترويج.

تلجأ الشركات إلى الاستعانة بالمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير للترويج للسجائر الإلكترونية، مما يجعلها تبدو كموضة عصرية. من خلال محتوى جذاب ومقاطع فيديو احترافية، تُظهِر هذه الإعلانات السجائر الإلكترونية وكأنها جزء من نمط حياة ممتع وخالٍ من المخاطر، وهو ما يؤدي إلى خداع المستهلكين، خاصة الشباب.

4-  الإيحاء بأنها أداة للإقلاع عن التدخين.

تروج العديد من الشركات للسجائر الإلكترونية على أنها وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين، رغم أن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الادعاء بشكل قاطع. في الواقع، وجد العديد من المستخدمين أنفسهم مدمنين على النيكوتين من خلال التدخين الإلكتروني بدلاً من الإقلاع عن التدخين التقليدي. بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أن بعض المدخنين ينتهي بهم الأمر إلى استخدام كلا النوعين، مما يزيد من تعرضهم للمواد الضارة.

5-  عدم الشفافية حول المخاطر الصحية.

على الرغم من أن العديد من الدراسات ربطت بين السجائر الإلكترونية وأمراض الجهاز التنفسي والقلب، إلا أن الشركات المصنعة لا تزال تتجنب تقديم معلومات واضحة حول المخاطر الصحية المرتبطة بها. بدلاً من ذلك، تركز هذه الشركات على تسويق منتجاتها على أنها "خيار أكثر صحة"، دون الإفصاح عن التأثيرات طويلة المدى التي لم تُحسم علميًا بعد.

6-  الإعلانات الموجهة والمضللة.

تعتمد الشركات على الإعلانات التي تجعل السجائر الإلكترونية تبدو كمنتج ضروري للأشخاص الذين يريدون تقليل أضرار التدخين. تُظهر هذه الإعلانات عادةً أشخاصًا يستمتعون بالحياة، ويستخدمون السجائر الإلكترونية في أماكن أنيقة، مما يعزز الصورة الإيجابية لهذا المنتج. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد بعض الإعلانات على تقنيات التسويق العاطفي، حيث تركز على فكرة الحرية الشخصية والتمتع بالحياة، دون التطرق إلى المخاطر.

7 . العروض الترويجية والأسعار المخفضة.

تستخدم بعض الشركات استراتيجيات تسويقية ذكية مثل تقديم تخفيضات على الأسعار، والعروض الخاصة التي تجذب المستخدمين الجدد. هذه العروض تجعل السجائر الإلكترونية في متناول الجميع، مما يزيد من انتشارها بين المراهقين والشباب.

8-  ضعف الرقابة الحكومية والدولية.

في العديد من الدول، لا تزال قوانين تنظيم السجائر الإلكترونية غير واضحة أو غير صارمة بما يكفي لمنع الإعلانات المضللة. وهذا يسمح للشركات بالاستمرار في استخدام استراتيجيات التسويق المشكوك فيها دون مواجهة عواقب قانونية كبيرة

الخاتمة:

في ظل تصاعد الأدلة على مخاطر السجائر الإلكترونية، من الضروري توعية المستهلكين بحقيقة هذه المنتجات بعيدًا عن التضليل التسويقي. يجب على الحكومات فرض رقابة أكثر صرامة على الإعلانات، وعلى الأفراد توخي الحذر وعدم الانجراف وراء الدعايات المغرية. تظل السجائر الإلكترونية منتجًا يحتوي على مخاطر صحية، ولا ينبغي اعتبارها بديلاً آمنًا دون وعي كامل بالعواقب المحتملة.

إرسال تعليق